الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية من صفاقس: مهدي جمعة يشخص مشاكل البلاد ويقول: "من المفارقات أنّ لنا دولة غنيّة وشعبا فقيرا"

نشر في  21 جانفي 2018  (15:25)

أشرف رئيس حزب البديل التونسي ورئيس الحكومة التونسية الأسبق مهدي جمعة بمدينة صفاقس اليوم الأحد 21 جانفي 2018 على اجتماع شعبي أعلن فيه عن رؤية حزبه للفترة القادمة مقدّما تشخيصا دقيقا للوضع الرّاهن الذي تعيشه تونس.

قد بدا جليّا من خلال ما قدّمه جمعة مدى استفادته من تجربته الحكوميّة السابقة والتي كانت ملهمة له في جزء كبير من استراتيجيّة عمل حزبه التي بدت واضحة حسب تعبيره "جئت إذن لأعرض عليكم كيف أرى المشاكل التي تعاني منها البلاد والحلول التي يجب التركيز عليها للدّخول في درء المخاطر وبناء المستقبل" نافيا أهميّة وتأثير مشاكل الهويّة والإقتصاد والأمن على "وضع متأزّم ولا ينبؤ بخير" على حدّ تعبيره بقدر ما ذهب تشخيصه إلى وجود "تونس تقابلها تونس أخرى" وليست تونس الوطن الواحد الحاضن للجميع.

فبحسب تقديره، هناك فئة تعيش في تونس مستفيدة من المكاسب الإجتماعية والإقتصادية والتشريعيّة وفئة أخرى تعيش على الهامش يضعف عندها الإنتماء للوطن نتيجة تجاهل الوطن لها، ونتيجة التموقع الطبقي للحكومة الذي جعلها تنتصر لفئة على حساب أخرى، "ثمّة تونس اللي تنجّم تعالج وتداوي أولادها وتونس اللي غير قادرة على علاج أولادها، موش صحيح كي نقولوا الصحّة متوفّرة للجميع ".

الوضع الذي وصفه رئيس حزب البديل بـ"المتأزّم" لم يمنعه من أن تكون نظرته للمستقبل "فيها تفاؤل" واضعا عددا من النقاط التي وجب التقيّد بها للخروج بتونس من هذا الوضع الدّقيق، أهمّها ضرورة "التقيّد بالقانون" وتطبيقه على الجميع دون تفرقة أو استثناءات ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص المضمون دستوريّا "إذ لا أمن ولا عدالة ولا كرامة خارج إطار القانون" الشيء الذي قد يقضي على التفرقة ويوحّد التونسيين لتكون "إنّ تفعيل وتطبيق كلّ القوانين هي الآليّات الكفيلة بمقاومة الفساد والرّشوة.. دولة القانون ضد منظومة المصالح والمعاملات".

وأشار جمعة الى ضرورة أن "يصبح المواطن له يقين في أنّ التونسيين جميعا سواسية أمام القانون وأنّه وقع القضاء على المحسوبيّة" وأنّ الوطن الحاضن لا بدّ أن يضمن المساواة لجميع المواطنين أمام القانون وأنّ من واجب الدّولة أن تكون قدوة مع ضرورة تغليب المصلحة العامة على الخاصّة "ما تجيبش اللي يهنّيك على مستقبلك جيب اللي يهنّيك على مستقبل التوانسة".

سعى المهدي جمعة خلال هذا الاجتماع الى عدم تعقيد الجمل والمفردات بقدر ما حاول تبسيطها وإيجازها حتى تكون جليّة ومفهومة من قبل الجميع وحتى تصل الى أكبرشريحة ممكنة محاولا وضع اصبعه على المشاكل بعينها دون التلميح معتمدا على المباشراتية والإشارة إلى العلّة ومكمنها كما الحال في دعوته إلى "تأهيل دواليب الدّولة: الإدارة كلّ المصالح التي تدور في فلك الدّولة كالمرفق العمومي... فالإدارة هي الجهاز الرّئيسي الذي يساعد على التنفيذ والإنجاز"، هذا الإشكال الذي يقف أمام تسريع عجلة التنمية والإستثمار والتشغيل وقد تتمكّن تونس من تجاوزه متى تم تعصير الإدارة وتطويرها والقطع مع "ادارة بطيئة أو معطّبة أو مريضة أو تعوزها النجاعة والكفاءة والتّحديث".

وفي نفس السياق أضاف جمعة أنّه "من المفارقات أنّ لنا دولة غنيّة وشعبا فقيرا". كما ذهب مؤسس البديل الى ما غاب عن البعض وهو تعزيز الإنتماء للوطن والفخر به من خلال تعزيز الإنتماء وإحياء النمط الثقافي المجتمعي الموحّد وفقا للخصوصية التونسية من أجل "التماسك الوطني" مرتكزا على ابراز "قيمة العمل وبذل المجهود" كمجتمع واحد موحّد حول قضاياه وحول هدفه القوميّ، يجد في تونس وطنا حاضنا له قابلا لكل اختلافاته وتنوّع أنماطه، مع ضرورة البحث عن النجاعة والفاعلية في قادم البرامج بعيدا عن العاطفة والوعود.

كما أكّد على ضرورة القطع مع "تصوّرات مرّ عليها قرن فنحن في قرن غير قرنهم" ولم يهمل جمعة الجانب الإقتصادي الذي أولاه جانبا مهمّا في اجتماعه، فقد دعا الى دعم اتصال تونس بمحيطها الاقليمي والدولي "يجب أن نحوّل تونس إلى أكثر المناطق التي لها شبكاتت تواصل واتصال في افريقيا"مع ضرورة أن تتلاءم هذه الخطط والوعدالة الإجتماعيّة "من واجب الدّولة أن تبذل المجهود بالنسبة للمناطق المحرومة وتقدّم نفس الخطط بنفس الحماس والرّوح".

جدير بالذكر أنّ حزب البديل التونسي تأسس في 29 مارس 2017 ويعرّف نفسه كحزب وطنيّ إصلاحيّ وسطيّ واقعيّ يرأسه المهدي جمعة بمشاركة عدد من الشخصيات الوطنيّة والسياسية والخبراء.